مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/02/2021 09:51:00 م

تأثير التفاهة على مجتمعنا….من كتاب نظام التفاهة
 تأثير التفاهة على مجتمعنا….من كتاب نظام التفاهة
تصميم الصورة وفاء المؤذن 


من منّا لم يلاحظ مؤخّراً انتشار الأفكار الرديئة وصعود التفاهة التي أصبحت مسيطرة على أغلب المجالات، فالجودة أصبحت ضعيفة والأداء هزيل.

 فمنظومة القيم تنهار أمام وجود عشرات| الأفكار |التافهة التي انتشرت وما تزال تنتشر في المجتمع، 

الأغلب يظن أنّ انتشار التفاهة هو فوضى ومجرد فترة ستمر ّعلى المجتمع وتنتهي بعدها.

 ولكن هل يظنّ أحدكم أنّ انتشار التفاهة هو نظام بحد ذاته؟


نظام التفاهة

هو نظام قائم بسبب سيطرة أشخاص تافهين على المجتمع بسبب حالة هم قاموا بإنتاجها، 

وهذه الحالة تجعل أفكارهم كعملة للمعنى، وأحياناً يظهر كأداة للنجاة فنسلّم أحكام المجتمع لنماذج سطحية يتم |التسويق |لها دائماً، كروّاد السوشال ميديا و|وسائل التواصل الإجتماعي| , الذين أصبحوا مؤثّرين وينتظر بعض الناس تحميلهم لفيديو يتحدّث عن الأكل الصحي، أو شخص لا يفقه شيئاً في أمور الدين أو السياسية ويبني أرائه بناءً على المخالفة ولكنّه يؤثّر في الكثير من| الشباب|،

 

وبالطبع| نظام التفاهة| ليس قائماً على أشخاص كسالى ليس لديهم إنتاج على العكس، 

فلكي تصبح مؤثّراً ويتابعك الكثيرين فأنت بحاجة للعمل الجاد

سواءً في إنتاج |الفيديوهات |التي تنشر يوميا وتخبر بها الناس عن تفاصيل حياتك، أو البرنامج القائم على السخرية من إنجازات الآخرين أو التقليل من قيم العلم والعمل و|الدراسة| والمعرفة فأنت بحاجة لبذل جهدٍ كبير،


 ولكن السؤال هنا هل هذا الجهد الذي يبذلونه يعود على المشاهد أو على الفئة التي يؤثرون بها بأيّة فائدة؟ 

بالطبع.. لا 

وعلى العكس هذا يجعل التفاهة حالة عامة لدرجة يقتنع بها التافهون بأنّهم يقدمون شيئاً مفيداً ويقتنعوا بتأثيرهم الحقيقي ويصبح لهم جمهور يدافع عنهم وعن تفاهتهم.


كيف يُخلق نظام التفاهة؟

التفاهة تبدأ في أشياء صغيرة تجتمع لتشكّل نظام كامل، 

مثلاً قد يبدأ الأمر بأن يصدر قانون يلزم المدرّس بطريقة محددّة للتدريس دون مراعاة للفروقات الذهنية بين الطلاب، وهكذا أي محاولة من المدرّس لتغيير هذه الطريقة أو اتّباع أساليب جديدة سيعرّضه للفصل.

هذا النظام يقوم على رفض كل من يحاول أن يصلح من أمرٍ ما أو يقدّم شيء يرفض فيه كميّة التفاهة ستتم محاسبته وإقصائه.


ما هي محاور التفاهة؟

للتفاهة خمس محاور تستند إليها وهي:


١- اللغة: 

|اللغة |التي يكون بها خطاب التفاهة تكون مميزة بالتوكيدات والألفاظ التشجيعية البعيدة عن الإقناع ويجب توضيح أمرين:

  • أن يكون للإنسان رأي يعبر من خلاله عن وجهة نظره لما يجري هذه مهارة مهمّة عليه اكتسابها،

وفي بعض الأحيان الأخرى أن لا يكون له رأي تكون مهارة أهم من المهارة الأولى.


  • الشخص الذي يمتلك المعرفة لا يطلب التأييد من الشخص الذي لا يمتلك هذه المعرفة

.

ولكن الذي نراه في نظام التفاهة أنّ النظام قائم على التأييد الأعمى فأنت يجب أن تؤيّد أو تناقش في أي أمر تراه أو تسمعه، وأنت يجب أن تناصر فهذا يضع المزيد من الناس في أشياء لا تلزمهم، وتجعل بعض القضايا سطحية في حين يجب أن تكون هامّة وتحتاج لتتحرّك بعيداً عن التفاهة، فلا ينفع معها هذا التأييد أو التطبيل فقط،


 وهذا الأمر نراه بكثرة في خطابات السياسين الذي يقوم على تحريك العواطف وليس العقول فهم يحاولون السيطرة على الجماهير من خلال استغبائهم.


هذا كان الجزء الأول من المقال لمتابعة قراءة محاور نظام التفاهة انتقل إلى المقال التالي🌸🌸🌸


 📚 بقلم دنيا عبد الله

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.